Ad image

الوجه الأخر للمدارس الخصوصية بمدينة الداخلة.. معاناة الأسر (الجزء 1)

أخبار الداخلة
أخبار الداخلة

أخبار الداخلة:

لطالما كان التعليم أحد الأسس المتينة التي تقوم عليها نهضة الأمم من أجل إنشاء جيل متعلم مثقف يقود قاطرة المجتمع على السكة الصحيحة والاهتمام به هو ضرورة ملحة في ظل الثروة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يشهدها العالم وهو حق أصيل متأصل في أي زمان وبأي مكان.

- إعلان -

ومع ظهور التعليم الخصوصي الذي اعتمد خاصية جديدة في التعليم واتخذ منهجا أكاديميًا من أجل تنمية قدرات التلميذ وصقل مهارات المعرفة لديه تجد العديد من الأسر نفسها أمام الغلو في المقابل، المادي الذي تؤديه لمؤسسات التعليم الخصوصي والتي حادت عن جادة المعنى السامي الذي وجدت بسببه فصار المقابل المادي هو المحرك الأساسي بعيدا عن تبليغ الرسالة السامية للتعليم ليتحول الأمر إلى أداة حديثة ساهمت بشكل كبير في الهدر المدرسي للكثير من التلاميذ الذين وجدوا أنفسهم خارج دائرة التعلم لعجز أسرهم مجاراة المبالغ المالية الكبيرة.

وما عمق هذه الأزمة بين الأسر والمؤسسات الخصوصية هي مطالبة الأسر بشهادة الإنتقال فتلقى رفضا من هذه المؤسسات في تسليمهم شهادة الإنتقال لتفاجئ بضرورة سداد مبالغ مالية من أجل حصولهم على الإنتقال والذي يعتبر حق أصيل للتلميذ نزولا للظروف التي كانت سببا في رغبته في تغيير المؤسسة والالتحاق بالمدرسة العمومية من أجل استكمال تعليمه، هذا التعنت من طرف المؤسسات الخصوصية أفضى إلى الشد والجذب مع الأسر وصلت إحداها الى المحاكم وهذا لا يخدم المنظومة التي كانت تعرف استقرارا فيما مضى.

- إعلان -

هذه الممارسات والتي هي في عمقها لا أخلاقية هي تهدد مسار التلميذ التعليمي وتزيد من معاناة أسرته، فالمدرسة هي الوعاء المعرفي التاريخي الذي ينبغي أن يحتوي التلاميذ ويحفظه من الإنحراف والإنجراف إلى مستنقعات لا تليق به ولا بمجتمعه ليصبح عرضة لكل أشكال الاجرام والتي تمس سلامة المجتمع ويساهم في الفوضى، وبسبب بسيط كهذا إهتز وتر الثقة لدى أولياء التلاميذ في هذا النوع من التعليم واعتبروه أنه مرتع للابتزاز الراقي في أرقى تجلياته ولا يتناسب مع المنهج الأكاديمي للمؤسسة التعليمية.

فعلى مؤسسات التعليم الخصوصي أن تراعي ظروف الأسر وأن تلتزم بالجانب الأخلاقي والتعليمي وأن تكون صورة حية لخدمة التلميذ أولا وتوفير كل الإمكانيات المتاحة لتسريحه في حالة عدم رغبته اتمام الدراسة وتسليمه وثائقه الإدارية بكل سلاسة دون أن تضطر الاسر الى أن تخوض في مسارات أخرى يضيع معها الوقت وينفذ صبرهم ويكون التلاميذ عرضة للهدر المدرسي بإعتباره نقطة سوداء وجب محاربتها، فكفى عبثا بحياة التلاميذ وأسرهم من أجل جيل جديد يسعى لنهضة مجتمعه في شتى الميادين والمجالات خاصة الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

شارك هذا المقال
اترك تعليقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: المحتوى محمي