أخبار الداخلة

حراس الهيكل الى أين… ؟؟؟؟ بقلم سيدي محمد الزعيم

حراس الهيكل الى أين...بقلم سيدي محمد الزعيم

لعل المتتبع للواقع السياسي المغربي يجد ان هناك الكثير من الأمور تتغير بشكل سريع هل هو منطق السياسة فن السفالة الأنيق؟أم منطق الإسترزاق وملئ الحسابات البنكية منطق السياسي الأحمق؟

فالسياسيون في هذا البلد صنفان، الصنف الأول حراس الهيكل المعمرين القدامى،لاهّم لهم سوى أن يضمنوا مايريحهم هم وحاشيتهم ويسخرون لذلك كل جهدهم وعلاقاتهم ووقتهم، فيأتون كضمير مستتر في عباءة حزب لايفقهون حتى نهجه ومنطقه وايديولوجيته ولا يدرون عنه شيئا، لاترى عيونهم سوى الربح المادي، وهذه هي الفئة المعمرة التي تبقى جامدة ولا تحرك ساكنا وتبقى في مكانها فتأمر وتنهي ولها قدسية فقط لأنها عاصرت حقبة تاريخية معينة، والكثير منهم صعدوا على أكتاف مناضلين حقيقين ضحوا بحياتهم من أجل الشعب والوطن فاستغلوا تضحياتهم وحجزو مقعدا مريحا لا لغوب فيه.

 

 

وهناك الصنف الثاني من السياسين الذين حفروا طريقهم الى تقلد المناصب عبر شعارات رنانة وبرامج تلهب النفوس، وكانت تعارض بجرأة منقطعة النظير حتى إذا ما وضع الشعب الثقة فيه وبلغ مراده تنصل من كل ذلك بمجرد تمسكه بزمام الأمور.

 

 

وكأن هؤلاء السياسين يتناوبون في مص دماء هذا الشعب بتدوير العجلة، ولربما الأمور تجري بمنطق القرعة كل حزب له فترته لكي يضمن مستقبل أعضائه وأسرته الكريمة، ثم يغادر بعد أن صعد نجمه في المعارضة ليأفل في الأغلبية ويختفي عن الأنظار ويتنساه الجميع ليتفرغ بعدها إلى زيادة ثروته، كأن الغاية في هذه الدنيا جمع الأموال واللهث خلف إشباع نزوات حقيرة لا تليق بالكائن البشري.

 

 

على الذين يمارسون السياسة في هذا الوطن، أن يعوو جيدا أن الأمور لاتسير بهذا المنطق، وبأن هذه السياسة هيا سياسة مآلاها في آخر المطاف رجع الصدى عليهم أولا ثم العصف بهذا الوطن لما له من حمولة تاريخية وثقافية، فعلى السياسي أن يمارس السياسة من أجل خدمة أبناء جلدته ووطنه وأن يرسم مسارا يكون فخرا له ويخلده التاريخ بإنجازات عظيمة يفخر بها هو كفرد ويستفيد منها المجتمع كجماعة وتعود بالنفع على الوطن برمته.

 

 

على حراس الهيكل من المعمرين في الأحزاب، الإنسحاب وترك المجال لفئة أخرى همها مصلحة الوطن، لا المصلحة الشخصية الذاتية التي قتلت روح العطاء والابداع في الشباب والنساء والكهولة، يجب توفير مناخ سياسي ديمقراطي يتجدد دائما بدماء جديدة والقطيعة مع تقديس الأشخاص، القدسية للوطن من اجل ازدهاره وتنميته والرفع من مستوى الوعي وتشجيع الابتكار والابداع والاستثمار في الموارد البشرية، باعتبارها القاطرة التي تقود الى نهضة الأمم، أما تداول السلطة بين المعمرين هو في الأساس الدوران في حلقة مفرغة، يجب التحرر من الايديولوجية الاستعمارية وخلق رؤية استشرافية بعيون حريصة على مصلحة المواطن وضمير حي يسعى الى العدالة الاجتماعية.

 

 

مانهضت أمة إلا بسواعد المخلصين لا بسواعد العملاء خدم القوى الاستعمارية، من اجل مصلحة ورضى المستعمر الخبيث الذي زرع عقليته بقلوب وعقول ابناء نفس الوطن والغاية لسان الحال يرويها ولاتحتاج لفراسة داهية.

 

 

ختاما يجب ايجاد حلول عاجلة، فالمواطن ضاق ضرعًا بسياسة حراس الهيكل، والصبر بدأ ينفذ، وإن نفذ صبر المواطن البسيط صار الوطن جحيما للمعمرين، فتداركوا الأمر وأصلحوا الوضع يكفي ان تفسحوا الطريق للكفاءات وأن تبحثوا عن مكان يليق بكم بعيدا عن النزاهة والعطاء والعمل من أجل الوطن لأنها ببساطة قيم لن تستوعبها عقولكم المادية البسيطة والمتواضعة.

error: المحتوى محمي