البطالة المرض العضال الذي ينخر جسد مدينة الداخلة 

أخبار الداخلة22 يوليو 2022آخر تحديث :
البطالة المرض العضال الذي ينخر جسد مدينة الداخلة 

يقول بايارد روستين”عندما يحتج الفرد على رفض المجتمع الاعتراف بكرامته كإنسان ، فإن عمله الاحتجاجي ذاته يمنحه الكرامة.

غني عن البيان ان الاحتجاج السلمي يحتاج الى قوة إرادة جبارة لسبر غور الحياة ولتنبيه كل المؤسسات التشرييعية والمدنية والفعاليات الى وجود كيان بشري يئن تحت وطأة العطالة، فالاحتجاج هو غاية سامية لطلب العمل نزولا عند العقد الاجتماعي المبرم بين الجماعة والدولة والذي تنازلت فيه الجماعة عن بعض حقوقها لتتملكها المؤسسات من اجل التسيير العادل وحفظ السلام لتعايش الافراد في وسط واحد.

ومن هذا المنطلق يطالعنا الاطار الموحد للمعطلين الصحراويين بجهة الداخلة وادي الذهب الذي يخوض معتصمه من امام مقر جهة الداخلة وادي الذهب في يومه ٢٢٠ وهذه الصورة هي صورة تخل بميزان التعاقد الاجتماعي ما يحتم من مجلس الجهة وكل المجالس التي تسير الشأن المحلي إعادة النظر في تصحيح هذه الصورة النمطية وتشكيل الصورة المثالية والتي هي حلحلة مطالب المعتصمين ومحاولة الخروج بصفر مشكل حتى تعود الأمور إلى نصابها وحتى تكون هذه المؤسسات مسرحا للتنزيل السليم لمقتضيات دستور المملكة وللسياسات العامة التي يتم تسطيرها.

ولهذا فالخط المستقيم الذي يستقيم مع المنطق يتوخى رؤية استشرافية قبل تقلد المسؤولية فالظرفية تستوجب أن يكون المنحنى تصاعدي خاصة مع المؤهلات التي تزخر بها هذه الجهة والتي يمكن أن تغطي حاجيات كل السكان عن طريق التدبير المحكم وترجمة البرامج الرنانة التي طالما تصدح بها حناجر مسييري الشأن المحلي الى أرض الواقع وشتان بين من سمع ومن رأى وهي الشعرة التي تفصل بين الواقع المعاش وواقع المدينة  الذي يروى لمن هو خارج المدينة الفردوس لايزال مفقودا ولا يزال من المبكر الحديث عنها كمدينة للأحلام.

فمعركة الامعاء الفارغة هي سقف عالي جدا من الاحتجاج السلمي وله من العواقب الوخيمة مالا تحمد عقباه فسياسة التهميش والمماطلة التي تمارس في حق المعطليين والمقصيين لاتفعل شيئا سوى أنها تؤجج الوضع وتفتح الباب على مصراعيه لعديد الاحتمالات التي يمكن تفاديها بشكل ودي وبشكل شفاف وبنزاهة تحسب لكل المجالس سواء منها المنتخبة او المعينة وتسجل في السجل التاريخي لولايتهم.

ختاما مادامت هناك سواعد معطلة وارامل مهمشة ومقصيين بالجهة فاللاحتجاج السلمي مايبرره من أجل حياة تصون كرامة الفرد وتحفظ ماء وجهه في المجتمع، وهذا لن يتأتى إلا من خلال حلحلة مشكل العطالة وادماج الشباب في منظومة العمل ورسم استراتيجية للمستقبل للأجيال المقبلة وتدبير ملف الآرامل والمقصيين والمهمشيين والبحارة وجميع فئات ومهنيي جهة الداخلة وادي الذهب، وعندها يمكن أن نتحدث عن مدينة الأحلام المرسومة في المخيال الجمعي لمن يعيش خارج مدينة الداخلة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *