مونديال قطر فكرة عبقرية لنهضة اقتصادية واعدة 

أخبار الداخلة20 نوفمبر 2022آخر تحديث :
مونديال قطر فكرة عبقرية لنهضة اقتصادية واعدة 

أخبار الداخلة:إفتتاحية

يُطل علينا كأس العالم هذه السنة من دوحة العرب الوافرة الظل، والتي ستحتضن هذا العرس الكروي العالمي الذي سَتشْخصُ له كل أبصار عاشقي المستديرة والجلد المدور في أجواء عنوانها العريض الإستثناء في كل شيء.

بعد أن قدمت مونديال عربي ناجح بكل المقاييس تتقدم الآن بخطى ثابت لتقدم نسخة لربما ستجُب ما قبلها من النسخ وسترفع التحدي عاليا فيما هو قادم ، وربما بحسب الإشارات التي إلتقطها القاصي والداني ستكون أعظم نسخة منذ إنطلاق هذه التظاهرة الرياضية العالمية ولعلها ستتربع على هذا العرش لسنوات طويلة.

فبرغم أن الجهة المنظمة لهذا الحدث هي دولة قطر فأنت كعربي تشعر بأن هذه النسخة تعنيك دون سواك ونجاحها هو نجاحك بغض النظر عن الروابط الثقافية والعقائدية والتاريخية والقومية التي تربط كل العرب، فهذا التنظيم قبل نجاحه على المستوى الاقتصادي من خلال التجهيزات والمنشآت الرياضية والسياحية التي أبهرت الجميع فهو فد نجح على المستوى الوجداني الذي يستشعره كل عربي وظهرت الشخصية التميمية العربية الأصيلة الممتدة في عمق التاريخ وهذا لعمري ببراءة الإنسان البدوي ونخوته وكرمه الصافي من كل تصنع ورياء.

رسائل قطر 

هاته الأواصر الأخوية التي تسعى قطر إلى تمتينها بين مختلف الشرائح العربية هي تنم عن رغبة حقيقية في لم الشمل العربي وتوحيد كلمته وتصوراته وتكاثف جهوده لنهضة عربية كبيرة توقظ هذا العملاق النائم للعمل واستنهاض الهمم لأمة إسلامية عربية تغط في سبات عميق، فآثرت الدوحة أن تكون الحجر الأساس الذي تقوم عليه النهضة الإسلامية العربية مستقبلًا من خلال الرياضة عسى أن تنتقل إلى مناحي الحياة الأخرى واستثمار الموارد البشرية والمالية لتبوء مكانة أكبر.

ولا يخفى على أحد أن قطر دائما ماتكون مستعدة لإحتضان أي حدث سواء كان رياضي أو سياسي أو ثقافي بغض النظر عن جنسيته وبصدر رحب وهذه ميزة اخرى تنضاف إلى سجلها التاريخي الذي يكتب حاليا بماء من ذهب، فالريادة للمجتهد وللمبادر وللضمير الأبيض ولمحب الخير للجميع وخاصة لذوي القربى هذا المجد الذي تصنعه قطر حاليا هو نموذج يحتذى به لكل الدول العربية المتأخرة عن الركب فبدل اذكاء نار الصراعات التي لا طائل منها، عليها أن تسعى إلى تطوير بنياتها التحتية واستثمار مواردها ومؤهلاتها لخدمة شعوبها وتصدير الصورة المثالية للمسلمين والعرب.

وقبل حتى من صافرة البداية إستطاعت قطر أن توجه رسائلها لمن يهم الأمر غداة الهجمة الشرسة التي كانت ستطالها عند تمسكها بمبادئها الأصيلة ورفضها للمساس بالقيم النبيلة للدين الاسلامي وللمجتمع العربي من خلال محاولة الضغط عليها لقبول ممارسات وسلوكات خادشة للحياء تحت مظلة حقوق الإنسان، حيث تصدت لهذه الهجمات بأخلاق الإسلام السمحة وجعلت الجميع يحترم قداسة الدين والمثل العليا للدولة التي لا تقبل بعديد التجاوزات المسموح بها في أقطار أخرى من العالم.

ولعل المتابع عن كثب لما قامت به قطر ومحاولتها تنويع مصادر دخلها عبر كأس العالم الذي كان نهضة لدول أوربية وقوى قاعدة السياحة لديها حتى صارت وجهة محببة لمشاهدة كرة تتدحرج ومن خلالها تطلع على المآثر التاريخية للبلد وثقافته، هذه العقلية هي عقلية إقتصادية مدروسة تدر الدخل وترفع من قيمة الدولة وتجبرها على الإهتمام بالبنية التحية وتأهيل أفراد المجتمع وانفتاحهم على العالم وتوفير فرص استثمارية تقضي على البطالة كما تشجع الأدمغة الشبابية ذات الطموح العالي في الإبتكار والتميز.

في إعتقادي أن قطر تعد نموذجا يحتذى به للدول العربية للخروج من عباءة المستهلك إلى فضاء الإنتاج والمساهمة في النهضة التنموية التي لا تحتاج لشيء سوى لإقفال صنوبر الفساد وترشيد الانفاق في مايخدم المواطن بعيدا عن الطمع الذاتي، هي إذن خطوة موفقة من قطر وإن صارت على هذا الدرب ستصل وتكون قوة إقتصادية كبيرة لها كلمتها فيجب الإتعاظ قبل أن يُتعظ بك.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *